من هو التلميذ المتفوق؟
امنح نفسك عزيزي المربي دقيقتين وفكر:
من هو التلميذ المتفوق؟
ربما تبدو الأمور لك في البداية سهلة، ولكنك بعد فترة من التفكير ستجد تعاريف كثيرة تتزاحم في عقلك وكلها تحوي تلك المعاني.
•التلميذ المتفوق هو من:
-تكون لديه الرغبة الداخلية في التعلم.
-يتحمل مسؤولية دراسته وواجباته.
-يفخر بإنجازاته وأعماله.
وهذا النوع من التلاميذ لا يولد ولديه كل هذه الإمكانيات، بل هو نتاج جهد وتعب من الوالدين؛ ليبثوا فيه روح تحمل المسؤولية والاكتشاف، وبذل الجهد، من أجل عمل يحرص على إنجازه، ويفخر به.
بداية صحيحة:
ومن أجل بداية صحيحة مع الأبناء، نقترح تطبيق المهارات والوسائل التالية:
1-أرسل رسائل سريعة:
وأمثلة لتلك الرسائل التي توصلها للأبناء أن تقول لهم: " إن دراستكم تعني لنا الكثير"، ورسالة أخرى تقول: " إننا نتوقع منكم أن تبذلوا قصارى جهدكم".
ونقترح لتوصيل تلك الرسائل استخدام الوسائل التالية:
•الوسيلة الأولى: اسأل أبناءك عن أعمالهم المدرسية وليس فقط عن واجباتهم، وأبدِ اهتماماً بالمواد التي يدرسونها.
•الوسيلة الثانية: حصولك على المعلومات من موسوعات أو كتب سيكون مفيداً لأبنائك، فدعهم يشاهدوك ويساعدوك إن أمكنك ذلك.
•الوسيلة الثالثة: احرص على التعلم سواء بحضور دورات تحضيرية أو محاضرات، فأنت بذلك تضرب لهم مثلاً على حب التعلم.
•الوسيلة الرابعة: تكلم معهم عن المراحل الدراسية المقبلة في حياتهم، مثل الجامعة والتخصصات المختلفة.
2-احرص على أصدقائه:
كما أن للأصدقاء تأثيراً قوياً في طباع الأبناء وتصرفاتهم، فإن لهم تأثيراً قوياً أيضاً في مستوى الدرجات المدرسية لرفاقهم، فمنهم من يشجع ويدرس معهم ويسأل ويتبادل المعلومات وأسئلة الامتحانات، ومنهم من ينعت التلميذ المتفوق بعدد من الصفات التي تجعله ينفر من الدراسة، أو تؤثر عليه سلباً، واستعن بالأفكار التالية:
1-شجعه على إيجاد صداقات جديدة إذا ما وجدت خللاً في أصدقائه الحاليين، دون أن تطلب منه تركهم.
2-استغل الإجازة الصيفية في تشجيعه بالانضمام لدورات مختلفة للتعرف على مواد جديدة، وأيضاً تكوين صداقات جديدة.
3-لا تنتقد أصدقاء ابنك أمامه، فهذا بداية الطريق لخلافاتك مع ابنك، ولكن حاول إيجاد حلول بديلة وبهدوء.
4-تعرف على أصدقاء ابنك وإمكانياتهم الحقيقية، فربما يكون هذا الصديق الصامت متفوقاً جداً في مواده الدراسية.
3-أيقظ الرغبة الداخلية:
"إنك تستطيع أن تقود الحصان للماء، ولكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يشرب"، قول ينطبق جداً على علاقتنا بالأبناء، فالرغبة في التعلم يجب أن تنشأ من داخل نفس الابن دون أن يجبر عليها، ونقترح عليك التالي:
أ-ساعده على وضع أهداف جيدة لعامه الدراسي الجديد.
ب- علمه أن يحوّل أحلامه إلى حقائق، فمن الممتع للإنسان أن يرى أحلامه تتحقق، ولهذا ساعده أن يضع أحلاماً قصيرة المدى، مثل " كتابة تقرير"، ثم حول هذا الهدف إلى أهداف أقصر مثل " قراءة كتاب للتقرير"، "كتابة مقدمة"، تحدث معه عن المشاكل التي اعترضته أثناء تنفيذ الهدف، ثم شجعه إذا ما نفذ هذا الهدف في نهاية المدة المقررة.
4-دعه يقيم ذاته ويثق بقدراته:
الطفل الذي يثق بقدراته هو طفل ناجح هذه حقيقة، والحقيقة الثانية أن الابن الواثق بنفسه المدرك لقدراته هو ذلك الطفل الذي وثق به والداه، وأدركا قدراته وشجعاه على استغلالها، فمن حق الأبناء أن يشعروا بمدى حب الوالدين لهم أنفسهم، وليس لدرجاتهم الدراسية فحسب.
•الوسيلة الأولى: استخدم مصطلحات مثل: " أنا أعلم أنك تستطيع"، " لا مانع أن تخطئ، فأنت ستتعلم من أخطائك"، " أنا أعلم أنك ستصل للقرار الصحيح".
•الوسيلة الثانية: ضع حدوداً لكل شيء مثل مشاهدة التلفاز وكتابة الواجبات المدرسية، فمن شأن هذه القوانين أن تشعر الطفل بأن والديه مهتمان به، وأنه جدير بالاهتمام.
•الوسيلة الثالثة: ساعده ليصنع ملفاً خاصاً به يضع فيه أجمل رسوماته وأفضل تقاريره وصور رحلاته ومواقف جميلة مرت به في المدرسة، فهذا الملف يعني له الكثير.
5-كن واقعياً:
امتدح وشجع عند المواقف التي تستحق المديح، فالأطفال أذكياء ويعلمون متى يستحقون المديح، وعندما يسمعون آباءهم يمتدحونهم وهم لا يستحقونه، فإنهم يشعرون أن آباءهم يحاولون تحسين صورهم أمام ناظريهم واستعن بالتالي:
1-كن أكثر تحديداً في مدحك مثل "كم هو جميل هذا اللون الأحمر في لوحتك".
2-امتدح المعلومة التي تجدها في عمل ابنك، وليس العمل ككل مثل أن ترى في تقريره: " لم أكن اعلم أن يوليوس قيصر هو من اخترع الرزنامة".
3-لا تقرن المدح بالندم كأن تقول: " إنك جيد في الرياضيات، ولكن تحتاج إلى بذل مجهود أكثر في الإملاء"، ولكن أعطِ فرصة لابنك ليشعر بنجاحه قبل فشله.
4-دعه يعلم أن الفشل ليس نهاية العالم، وأن الكثير من النجاح هو نتاج عدد من الإخفاقات.
6-أصرّ على الترتيب:
كثير من الأبناء يلتزمون بما يقوله الأستاذ في المدرسة حرفياً، فمثلاً إذا قال ثلاث جمل، فلا يكتبون أكثر من ثلاث جمل، أو إذا كتبوا تقريراً، فلا يحسنون ترتيبه أو الاهتمام بشكله، وهنا عليك أن تصر على الأفضل:
أ-وجه نظر ابنك إلى أن الشكل الخارجي يماثل الاهتمام بالمعلومات الداخلية.
ب-اطلب منه إعادة العمل إذا شعرت أنه غير مرتب.
ج- إذا أحسست أن ابنك واقع تحت تأثير ضغوط معينة، حاول أن تعرف ما يقلقه وخفف عنه معاناته بالفعل أو الكلام.