لدراسة اوروبية نشرت حديثا، هناك صلة قوية بين تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء وارتفاع نسبة الاصابة بسرطان القولون-المستقيم. وتدعم هذه النتائج وتمتد من نتائج دراسة اخرى سابقة
ومع ذلك، بالنسبة لمستهلكين الذين يريدون أن يطبقوا هذه النتائج للحفاظ على صحتهم، يبقى الموضوع مسألة اختيار للطعام المناسب. وتبين الدراسة بأن الاشخاص الذين تناولوا اللحوم بكثرة خلال خمسة سنوات ارتفعت لديهم احتمالات الاصابة بسرطان القولون-المستقيم بنسبة 35%، مقارنة مع الذين تناولوا كميات اقل. وفي الحقيقة، فأن خطر الاصابة بالسرطان يزداد بنسبة ضئيلة بالنسبة لهذه الاطعمة.
ولكن تناول اكثر من خمس ونصف باوند من اللحم الاحمر واللحوم المطبوخة الباردة في اليوم يضع الشخص في فئة الاشخاص الاكثر تعرضا للاصابة بالسرطان. وظهر تغير بسيط في الخطورة بالنسبة لكمية 10 باوند في الاسبوع. أما اللحوم التي شملتها الدراسة فتضم لحم البقر، والخنزير، والحملان، والضأن، بالاضافة الى النقانق، واللحم المقدد، واللحوم الباردة.
ولا تدعم كل الدراسات الصلة بين اللحوم الحمراء وسرطان القولون، و لكن اغلبية الاطباء يدعمون هذه النظرية. وفي دراسة امريكية شملت على 148.00 شخص، تمت مراقبتهم من 9 الى 19 عاما، ونشرت مطلع هذا العام، تبين أن الاشخاص الذين تناولوا اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، واجهوا زيادة احتمال الاصابة بسرطان القولون بنسبة 13 إلى 15%.
ويبقى ان نقول بأن هناك عدة عوامل يجب اخذها بعين الاعتبار عند تصنيف اللحوم الحمراء على انها قد تسبب السرطان. فاللحوم الغنية بالدهون المشبعة تسبب للاصابة بامراض القلب، وقد تؤثر على تطور السرطان. ولكن على ما يبدو فأن اختيار اللحوم القليلة بالدهون لا يبعد خطر السرطان ايضاً.
فالمسبب الرئيسي للسرطان، مادة تعرف باسم هيتروسايكلك امينوز، تتكون عندما يتم شي اللحوم، أو طهيها على درجة مرتفعة، كذلك تتكون هذه المادة على الدجاج والسمك، ولكنها ليست السبب المباشر, فهناك مشكلة اخرى خصاة باللحوم المصنعة، وهو وجود النيترات، التي يمكن ان تتحول الى مركب سرطاني في القولون. وفي الحقيقة، يمكن ان تتواجد هذه المادة في اللحوم. ولكن النترات لا تعتبر سببا مباشرا ايضا، لأن بعض اللحوم لا تحتوي على النترات اصلا.
وبذلك فقد يكون السبب مستويات الهيم من الحديد. وهيم الحديد يتوفر فقط في اللحوم الحيوانية، ويتواجد بنسبة الضعف في اللحم البقري مقارنة مع الطيور والسمك، وهو مركب كيماوي يختلف عن الحديد الموجود في النباتات، والمكملات الغذائية. فعلى ما يبدو فأن هيم الحديد يسبب ضررا بالغا لبطانة القولون ويسبب نمو غير طبيعي فيها. وقد اظهرت دراسة جديدة بأن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يسبب ارتفاع نسبة المادة المسرطنة في القولون.
ولكن ما هو الحل؟
يوصي المعهد الامريكي لابحاث السرطان بالتالي:
· تناول كميات قليلة من اللحوم الحمراء تصل الى 3 باوند يوميا أو اقل.
· اختر اطباق تحتوي على لحوم الدواجن، اطبخها أو اخبزها لتفادي تكون المادة المسرطنة.
1. تناول السمك مرتان في الاسبوع، حيث اثبتت الدراسات بأن السمك يحتوي على فوائد كثيرة، خصوصا دهن الاوميغا- 3 .
· بما ان النباتات لا تحتوي على مادة مسرطنة، تناول وجبات تحتوي على البقول، والحبوب، والمكسرات للحصول على البروتين.
· إذا كنت تفضل تناول اللحوم، اختر اللحوم الخالية من الدهون.
وأخيرا حتى لو كنت من محبي اللحوم، وتناولتها طوال حياتك بلا خوف، ننصحك بأن تقوم بالتغير اليوم، وتتجه الى طعام قليل باللحوم الحمراء، غني بالخضار والبقول، لأن التغير يعني التخلص من العوامل المسببة للسرطان للابد.