فكّر معي للحظة ..!
هل تقبلُ الهزيمةَ في لعبة تهواها ،
وتستسلم بمجرد أن غلبك خصمك في الجولة الأولى منها ،
وتقرر الانسحاب مباشرة منكسر النفس ، مكلوم القلب ..؟!
أم أننا سنراك تصر على إعادة المحاولة ، ودخول الجولة الثانية منها ،
والتركيز خلالها لتحقيق ما فشلت في تحقيقه في الجولة الأولى .
فلقد أخذت حذرك مما وقع منك ، وتحرص أن لا يتكرر منك ،
لأنك عازم على الانتصار هذه المرة ..
ولذا سنراك تلعب هذه المرة في يقظة وانتباه وحذر شديد ،
تحسب لكل خطوة تخطوها ، وكل نقلة تنتقلها حسابا كبيرا ..!؟
أليس كذلك ؟ لا أراك إلا تهز رأسك أن نعم ..
إذن فلماذا تستسلم للشيطان إذا غلبك على معصية حتى وقعت فيها ،
وتلطخ قلبك بوحلها أعني بظلمة الذنب .. !!؟؟
لماذا لا تنهض من كبوتك وتشمر من جديد ، وأنت في كامل اليقظة والحذر ،
تصر أن تنتصر في الجولة الجديدة على محاولات الشيطان معك
ليوقعك في وحل آخر ..؟!
أعني لماذا لا تعزم أن تفعل مع الشيطان ما فعلته مع خصمك في تلك اللعبة ،
فتلعب هذه المرة مع الشيطان وأنت في كامل وعيك ويقظتك ،
وشدة حرصك وحذرك ، فقد أخذت حذرك ، وعرفت دسائس خصمك ،
واتضحت بين عينيك خريطة سيره وطرق هجومه ،
ووسائل تلصصه ، وأساليب مكرهه ودهائه .!!
الأصل أن تكون قد انتفعت بالجولة السابقة التي خسرتها ،
وكبا فرسك فيها ، واندق رأسك أرضاً بسبب هزيمتك فيها ،،
واعلم أن مجرد نهوضك من كبوتك ، وإصرارك على أن تنتصر
في الجولات القادمة ، ولا تسمح للخصم اللدود بالتغلب عليك مهما حاول ..
مجرد نيتك هذه وعزمك على العود إلى مضمار السابق
مجدداً بهذه النية الخالصة ..
اعلم أن مجرد هذا الهم وهذا العزم وهذه النية ،
تجعل الشيطان يتداخل ويتضاءل وينكمش ولا يهنأ بفرحة انتصاره الأول ..!!
بل إخاله الساعة يبكي ندماً على ذلك الانتصار الذي حققه عليك ،
لأنه فتح عينيك على مكامن خطته ، وانكشفت لك أوراقه ،
وها هو يراك :
كثير الاستغفار ،
حريص على التوبة الخالصة النصوح ،
كثير الذكر لله ،
كثير عمل الخير
مقبلاً على نوافل الطاعات لتعوض ما فاتك في الجولة السابقة !
والآن .. هاهي قواعد اللعبة بين يديك ، قد اتضحت معالمها ،
فافهم هذه القواعد ، وامض في الطريق ، ولا تيأس ،
حتى لو نجح الخبيث في الانتصار عليك مرة أخرى وثالثة ورابعة ..
المهم أن تنهض في كل مرة بهذه النية وهذا العزم ..!