الدكتور محمد العوضي إنسان جميل. في خطابه تلقائية وعفوية، تجبرك أن تستمع إليه، وتتفق معه.. في أكثر ما يقول. قبل مدة استمعت إليه في حديث تلفزيوني، يروي قصة امرأة في الحرم الشريف. كانت رافعة يديها.. تدعو، وقد أعطت الكعبة ظهرها. لما نبهها الناس إلى خطأ ماتفعله، وأنه لايجوز أن تستدبر الكعبة، عند دعائها ربها..قالت : ” مكسوفه منه “..!
“يــــا الـلــــــــــــــــــــــــــــــــــــه”..
صرخت بها من أعماقي..
خجلت المرأة من ربها..لذنوب اقترفتها، فاستحت أن (تواجهه)، باستقبال (بيته)..! ماذا يمكن أن تكون (ذنوب) هذه المرأة البسيطة، لتخجل أن تقف أمام ربها، وهي مثقلة بها.. أمام ذنوبنا، و(جرائم) كثيرين ممن هم بيننا..؟
نقترف (الكبائر) ولا نستحي من الله، أو نخجل، وهو يرانا نعاقر الخطايا، ونجترح الذنوب.. كل يوم. لا (نخشى) ونحن ندعوه، ألا يستجيب دعاءنا، فضلا أن نستحي منه. تذكرت عند رهبة هذه المؤمنة البسيطة من ربها، بعضا لا (يخاف) من عقوبته.. والناس حينما يرونه، لا يتذكرون إلا قوله تعالى : ” ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياه الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد “. تذكرتهم.. وأنا أشاهد كيف أحالوا رمضان، شهر القرآن، وشهر الجهاد والفتوحات.. إلى موسم لـ(العهر)، تصبه فضائياتهم في عيون الناس.
لو كان لنا (إيمان) هذه المرأة، وورعها وتقواها..كم من المطر سينزل، وكم من الحب سينتشر، وكم من الخير سيعم، وكم من الجمال سيسود. كم من الظلم، والفقر، والفواحش.. ستختفي..
لو أننا وقفنا أمام ربنا (مكسوفين) .. لو ..!!
زلزلت كياني عبارة المرأة، في القصة التي رواها الدكتور محمد العوضي : ليت لي إيمانها.