لي في مصابك وقفة ٌ وعتاب ُ ونزيف قلبٍ جرحُه ابوابُ
وشجونُ ذكرى تستدرّ ُ دموعَنا وحطامُ صرح ٍ خانَهُ البوابُ
وضرامُ شوق ٍ في جوانح فتيةٍ يـبكيهمُ الميدانُ والمحرابُ
لي في مصابِـك عبرة ٌ مخنوقة ٌ في مأتم ٍ فيه البكاءُ يُعـابُ
يا أيها المصلوبُ فوقَ منابر ٍ دوَّى عليها من هداك َ خِطابُ
يا أيها المشنوقُ. من شريانهِ نُسِجَت حِبالُ الشنق ِ فهي رقابُ
طاولتَ في زمن ِ التسافل ِ فاستوى في نحركَ الأعداءُ والأحبابُ
من أين أبدأ ُ يا عراق ُ وجعبتي ملئى وميدانُ الكلام ِ سرابُ
فهلمََّ نفتح ُ للحسابِ صحائفا ً أخفى نفائِسَها الكثارَ حجابُ
فعسى التفيؤُ في ظلال غَراسِنا لذرى سناهُ تعيدنا أنسابُ
خذنى بحُلم الذكرياتِ فبعضُها عذبٌ وبعضُ الذكرياتِ عذابُ
واطوِ العهودَ الغابرات ِ فجُلُّها زَبَدٌ وجُلّ ُ بريقِها كذابُ
وأبدأ معي من صفحةٍ فرسانُها يُتلى بهم مَرَّ الزمان ِكتابُ
جاءوكَ مثلَ الغيثِ لَمع ُ سُيوفِهم نورٌ ونقعُ الخيلِ فيهِ سحابُ
ركزوا برحم ِ الأرض ِ أجسادا ً لها هتف الأديمُ وساكنوه ُ أنابوا
نشروا عليكَ من السماءِ مشاعلا وكسوك بُردا ً دونهُ الأثواب ُ
فالنارُ والأيوانُ والفيلُ الذي أغرى المجوسَ خرائبٌ وتبابُ
وسراقة ُ الموعودُ أُنجزَ وعدُهُ فسوارهمُ وحُليُّهُم أسلابُ
دُكت قلاعُ الشركِ في نبأ ً لهُ وَجَمَ الزمانُ وحارتِ الألبابُ
طُويت صحائفُ مَن عليكَ تغوَّّلوا وعلى تُخومِك َ أُلغيت ألقابُ
فرفعتَ بالإسلام ِ صرحَ حضارةٍ مُدَّت لها في الأنجُم ِ الأطنابُ
وَمَضت جيوش ُ الفتح ِمن ثكناتهِ تمتدُّ سيفا ً والعراق ُ قِرابُ
لازالَ سمعُ الأرض ِ يذكرُ صيحة ً من أرض ِ طيبة َ بثَّها الخَطابُ
يكفيك َ فخرا ً أن أرتالَ الهدى بك حادياها الآلُ والأصحابُ
يكفيكَ فخرا ً أن كُلَّ صريخة ٍ تشكو إليكَ النائِبات ِتُجابُ
أوليس من بغداد معتصم ُ انتضى سيفا ً بعزة ِ حامليه ِ مُهابُ
وحدا صلاح ُالدين ِ جيشا ً لم تزل تنخاه ُفي المسرى الأسيرِ هِضابُ
يكفيك فخرا ً أنكَ السِفرُ الذي به يستظل ُ الصرف ُ والإعرابُ
ومنارة العِلم ِ التي شُدَّت لها من كل ِ فَج ٍ في الأنام ِ ركاب ُ
وتطول ُ قائمتي ولو قلبتها لم يُحص ِ فيك َ المَكرُماتِ حِسابُ
ولذاكَ ما هَدأت عليك َ محافل ٌ حِقدا ً وقد تتعددُ الأسبابُ
لكنَ مِحنًتًكَ التي هي مِحنَتي أن تنتنَ الأرحامُ والأصلابُ
فتظلُ تقذفُ في ثراك نماذجا أهدافها الإنكاح ُوالإنجابُ
تختار من بؤر الخيانة مخدعا والغدر ملء عُروقِها ينسابُ
مِسخٌ من النُسخ ِ القديمة ِ طُوِّرت وخناجرٌ مسمومة ٌ وحراب ُ
يا مبتلى بالعلقميين استدار زمانُنا وتداعت ِ الأحزابُ
وأتاكَ بالصُلبان ِ كُلّ ُ مُلَفَّق ٍ يكسوهُ من نسج ِالخنا جلبابُ
جمعوا زناة الارض كي يهبوا لهم عرضا حماه الصيد والانجاب
وعلى نطوع الموت أفتت ثلة ان التخوض في دماك ثواب
لا يستقيم ُ العُذرُ إن قالوا طغى صدام أو افتى لهم أربابُ
فَثراكَ يا ابن الأكرمين َ أمانة ٌ لا يرتقي لمقامها الأذناب ُ
خمس ٌ عجافٌ أظهرت مكنونَهم حِقد ٌ وقتل ٌ والبلادُ خرابُ
خمسٌ تبارى والعلوجَ بذبحنا طُلابُهم فتفوق َ الطلابُ
خمسٌ مشيناها بهمةِ موقن ٍ أن يرحلَ الدُخلاءُ والأغرابُ
وتسابقَ الشهداءُ في عُرسٍ بهِ طارت لجناتِ العُلى أسرابُ
خمسٌ وأنهارُ الدماءِ مِدادُها والمزعجاتُ بِسُوحِهنّ يبابُ
كُنا نُصاولُ في الميادينِ العِدا وعلى مساجدنا تصولُ كلابُ
كُنا نخُطُّ جِهادَنا بشريعةٍ تُدعى لدى أعدائنا إرهابُ
ونُميطُ عن غبشِ الطريقِ غشاوة ً كي يفهمَ الجُهّالُ والأعرابُ
لكنَ ثوبَ الإبتلاء خِيارنا نُرضي الإلهَ وما سواهُ غِضابُ
لي يا عراقُ سؤال إبنٍ مُشفق ٍ أوَليس يجمعُنا عليكَ مُصابُ
أوَليس نصرُ الدين ِ عنوانا ً لهُ هتفَ الجميعُ وسَطَرَ الكُتابُ
فاصدع بقول ِ الله (لا تتفرقوا) إن التفرقَ لعنة ٌوعقابُ
فالجَفنُ والأهدابُ تحمي بؤبؤا ً أتغارُ من أجفانِها الأهدابُ
(كونوا جميعا ً يا بنيَّ إذا إعترى خطبٌ) وكم حاقت بنا أنياب ُ
يا مبتلى كم مرَّ ليلٌ وانتهى شاخَ الغُزاةُ وأنت بعدُ شبابُ
مهما استبدَّ الظُلمُ واشتدَّ البلا فلنا إلى الشرع ِالحنيفِ مئابُ
سَيعودُ وجهُكَ بالهُدى مُتألقا ً ومَصيرُ كُلُ التافهينَ ذهابُ