لجأت بعض المحلات التجارية في المنطقة الشرقية مؤخراً إلى الاستعانة بالنساء السعوديات للعمل كحارسات أمن للحدّ من حوادث السرقة التي انتشرت بشكل تضرر منها أصحاب هذه المحلات، خاصة في ظل صعوبة التعامل مع مواقف السرقات إذا تعلق الأمر بالنساء، وكان الحل المثالي من وجهة نظر هذه المحلات توظيف حرس نسائي.
وعمدت حارسات الأمن في رمضان إلى اتخاذ وسيلة للتخفّي عن أنظار الزبائن، بحيث لا يرتدين الزي الرسمي للعمل، خاصة بعد ازدياد سرقات البضائع في شهر رمضان، وتجاوزت خسائر تلك المحال والمجمعات آلاف الريالات، بل يتجولّن بين الزبائن لاكتشاف السرقات.
وذكرت مشرفة أمن في أحد المجمعات التجارية موضي الدوسري أنها بدأت العمل من خلال مجمع تجاري في الجبيل الصناعية بعد أن زاد عدد السرقات في أحد المحلات، ومن واقع تجربتها فإن حالات السرقة تزداد في رمضان، مبينة أن النساء هم أكثر من يقمن بها خاصة المراهقات، وأكدت وجود نساء متزوجات يسرقن برفقة أطفالهن بغرض التمويه، مشيرة إلى أن إدارات المحلات قمن باتباع طريقة جديدة للردع من خلال إلزام السارقة بدفع ثلاثة أضعاف قيمة البضاعة المسروقة مقابل عدم تسليمها للجهات الأمنية.
وتؤكد المشرفة أن مجموع ما تم تغريمه للزبائن السارقين خلال شهر رمضان فقط بلغ 10 آلاف ريال.
وأشارت الدوسري إلى أنها رصدت وحدها سبع سرقات في المجمع الذي تعمل به، تضمنت سرقة إكسسوارات وأحزمة وحقائب وملابس أطفال، وأن طريقة تخفّي حارسات الأمن ساهمت في كشف العديد من السرقات.
وبينت أن النساء يتبعن طرقاً للهروب بالبضاعة المسروقة كخلع الآلة الخاصة بكشف السرقة، والخروج بسرعة من المحل، كما تقوم بعضهن بإلباس أطفالهن الملابس المسروقة والخروج.
وتُضيف الدوسري " غالبية السارقات سعوديات، والغريب أن البعض منهن يعشن حياة كريمة، فقد تم الإمساك بإحدى السارقات، وعندما حضر زوجها اتّضح أنه يعمل في شركة أرامكو، وبسؤال زوجته عن سبب السرقة برّرت ذلك بأنها وجدت النساء يأخذن البضاعة فأخذت مثلهن".
وأشارت المشرفة إلى أن إحدى السارقات التي ضبطتها كانت مراهقة من جنسية عربية تم رصدها عدة مرات تسرق من شهر رجب الماضي، وتم الإمساك بها خلال شهر رمضان، وغُرّمت بمبلغ 750 ريالاً، بعد أن سرقت ملابس أطفال بتشجيع من والدها الذي كان ينتظرها خارج أحد المحلات التجارية، مشيرة إلى أنه تم تغريم إحدى السارقات مبلغ ألفي ريال، وهو أعلى مبلغ تم دفعه .
وحول ساعات العمل والرواتب أوضحت الدوسري أن عملها لا يتجاوز الست ساعات، وأن موظفة الأمن تحصل على قرابة 2500 ريال راتبا شهريا، مشيرة إلى أنه يتم تدريب حارسات الأمن على أساليب التعامل مع الزبائن وكيفية الدفاع عن النفس.
وذكر مدير أحد المجمعات التجارية في الشرقية سالم العنزي أنه يُشترط لعمل حارسات الأمن في المحلات التجارية ألا يقل عمر المتقدمة عن 26 عاما، وأن تكون هناك الثقة فيمن تعمل، ولديها استعداد تام لتحمّل أعباء العمل الأمني ومشاكله، وأن تكون متفرغة للعمل تماماً.
وأضاف أنه يتم الاستعانة بحارسات الأمن في بعض الأماكن لمنع إدخال الشباب إلى المجمعات التجارية بمبالغ مالية يدفعونها للفتيات، مؤكدا أن غالبية الزبائن تقبلوا وجود حارسات أمن نسائي.
وذكر العنزي أن هناك حالات صحيّة حرجة قد تحدث للنساء أثناء عملية التسوق كالإغماء مثلاً، وأن حارسات الأمن يساعدن في مباشرتها، لأن الرجال لا يمكنهم تولي ذلك ولمس المرأة ، مشيرا إلى أن وجود حارسات الأمن السعوديات ساهم في الحدّ من المشاكل والمشاجرات التي تحدث أحياناً بين النساء عند التسوق، والتي أرجع أسبابها إلى غيرة النساء على أزواجهن.
وأوضح العنزي أنه في معظم الأحيان تتم السيطرة على السرقات وضبطها في الأيام العادية أكثر من المواسم السابقة، موضحا أن كاميرات المراقبة لا تكشف السرقات، لأنها في العادة تكون محصورة في الممرات فقط.
من جهته أوضح مدير أحد المحلات التجارية في مجمع الفناتير بالجبيل الصناعية "مستر أناشو" أنه تمت الاستعانة بحارسة أمن سعودية خلال رمضان، مشيداً بالمجهود الذي تقدمه خلال عملها، موضحاً أن طبيعة عملها تتضمن الوقوف عند باب المحل، وحفظ أكياس الزبائن التي يحملونها بمجرد دخولهم إلى المحلّ.
وقال إنه تمت الاستعانة بحارسات الأمن السعوديات بعد أن وصلت خسائر المحل إلى أكثر من 12 ألف ريال خلال 6 أشهر، مشيراً إلى أنه سيتم التأكد من نجاح التجربة في نهاية ديسمبر المقبل عند فرز أرباح المحل السنوية، وبيّن أن هناك ارتياحاً من قبل إدارة المحل لحارسات الأمن، لأنهن الأقدر على التعامل مع النساء واكتشاف سرقاتهن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]