استبعد مختصون ماليون ما تداولته بعض مواقع الانترنت حول إمكانية وصول سعر سهم مصرف الإنماء خلال أول أيام تداوله إلى سقف المائة ريال .. بحجة أن السهم مدعوم من الحكومة لتحسين أوضاع المواطنين وتعويض بعض خسائرهم .. وأشاروا إلى أن كل هذه العوامل لا تكفي للوصول إلى هذا السعر .. ولكنهم عادوا بالقول : رغم أن ذلك ليس مستحيلا. كما نصحوا بعدم بيع السهم و لو وصل السعر 100 ريال ومهما ارتفع سعره.
وحذروا في ذات الوقت المستثمرين بمصرف الإنماء من الاندفاع والبيع عند إدراج أسهمه في سوق الأسهم المحلية، مبينين أن مثل هذه النوعية من الأسهم عادة تخصص للاستثمار المتوسط والطويل الأجل الذي يتراوح بين سنتين إلى سنوات وليس للمضاربة. وأوضحوا في تصريحات لـ”المدينة” أن القيمة الطبيعية للسهم خلال الأيام الثلاثة الأولى ستتراوح بين 18-23 ريالا لأنه لن يحظى بمضاربة قوية.
وأشاروا إلى الإقبال على سهم "الإنماء" في البداية ضعيف جدا، وذلك لأن القطاعات المالية في العالم تواجه حاليا مشكلات في تشغيل السيولة. وأوضحوا أن مصرف الإنماء يعد أول مصرف إسلامي يملك رأسمال كبيرا يقدر بنحو مليار ريال، وهذه النوعية من البنوك عادة تصطدم بتشريعاتها وآلية عملها، كما أن مؤسسة النقد التي تشرف رسميا على البنوك لا تمتلك حتى الآن الخبرات المالية التي تستوعب نظام المصارف الإسلامية، بالإضافة إلى عدم وجود آلية موحدة في دول العالم للمصرفية الإسلامية.
وقال المحلل المالي عبد الله الجابر :إن خطط التشغيل الفوري لدى مصرف الإنماء ما زالت غير معروفة حتى الآن، كما أن استراتيجيات البنك على المدى الطويل لم تظهر بعد ولم يتضح حتى الآن الخبرات التي تديره ولا يعرف مصير السيولة الكبيرة، وما إذا كانت تشكل عبئا على البنك، حيث تعتبر الملاءات المالية في البنوك السعودية الأكبر على مستوى العالم، ولكن المشكلة تكمن في كيفية إدارة هذه الملاءة من حيث الخطط والكوادر والاستراتيجيات المستقبلية.
وتوقع أن يتراوح سعر سهم البنك بين 18-23 ريالا، لأن حجم السيولة المتداولة بالسوق حاليا أصبحت محدودة مقارنة بحجم السيولة قبل عامين .. حيث انخفضت حتى لم تعد تتجاوز الـ23 ريالا. وأكد أن مصرف الإنماء يستطيع كسب وضع مالي إقليمي إذا وجد التخطيط الجيد تحت إشراف مؤسسة النقد، من خلال خلق فرص استثمارية للجميع، ومساعدة المؤسسات المتوسطة والصغيرة، وعدم التوجه نحو كبار المستثمرين فقط، بالإضافة إلى الدخول في شراكات إستراتيجية دولية من خلال تملك أصول دولية لمصلحة المساهمين، كما يستطيع المصرف إنشاء شركة تأمين وإعادة تأمين إسلامية.
من جهته أوضح المحلل المالي فضل بو العينين انه من المستحيل وصول سهم مصرف إنماء إلى المائة ريال خاصة وان هناك تجربة مع أسهم تم تداولها مثل كيان وبترورابغ لم تصل إلى هذا السعر الخيالي. ولكن قد يصل إلى ما وصل إليه بترو رابغ الذي تجاوز الخمسين ريالا .. وأشار البوعينين إلى أن الدولة لا تدعم سهم مصرف إنماء سعريا وهي بذلك تتيح فرصة للمستثمرين، مبينا انه يجب الاحتفاظ بسهم المصرف على المدى البعيد خاصة وان مثل هذه الاكتتابات فرصة استثمارية حقيقية.
وأضاف إن مسألة تقييم السهم تعتمد على تجارب في نفس القطاع التي كان آخرها بنك البلاد الذي لم يصل إلى هذا السعر وبدأ حاليا عند 38 ريالا وكذلك بنك الرياض بعد زيادة رأسماله القريب جدا من رأسمال مصرف الإنماء عند 39 ريالا للسهم. ونصح البوعينين صغار المساهمين بعدم المضاربة بأسهم المصرف، مشيرا إلى أن المضاربين يستطيعون تحقيق أرباح تتراوح في حدود العشرين ريالا، ولكن الاحتفاظ بها سيحقق أرباحا أكبر على المدى المتوسط والطويل، وإذا كانت هناك حاجة للسيولة فيمكن المضاربة بربع الأسهم، والاحتفاظ بالباقي للاستثمار.
وتوقع أن يكون سعر السهم بعد الإدراج في حدود 15 ريالا، مطالبا صغار المستثمرين بعدم الاندفاع للبيع من أجل تحقيق أرباح بنسبة 50 أو 100 في المائة لأن هذا السهم من الأسهم الاستثمارية، وليس من أسهم المضاربة. وأضاف أن سهم المصرف يمكن أن يرتفع نظريا، كون قطاع المصارف يحقق أرباحا كبيرة وجيدة في السوق، ولكن البنوك التي تحقق ذلك تكون نتائجها معروفة مسبقا، وبالتالي لدينا قاعدة نقيس عليها النتائج، أما بالنسبة لمصرف إنماء فلا توجد لدينا مؤشرات واضحة للقياس عليها، مؤكدا أن السهم يحتاج إلى فترة ترقب ومراقبة تمتد إلى سنتين لتتضح استراتيجياته، وما إذا كان سيعتمد على نفسه في منافسة البنوك الأخرى أو يعتمد على دعم الدولة.
من جانبه أكد نبيل المـبارك الخبير المالي أن سعر سهم مصرف الإنماء بعد طرحه للتداول سيكون في حدود العشرين ريالا، مشيرا إلى انه يجب عدم بيع السهم حتى وان أعطي فيه مائة ريال للسهم الواحد من اليوم الأول ليس لأنه سهم استثماري فحسب بل لان خطط البنك لا يعلم عنها وحيث أن هناك تجارب لبنك جديد سابق لم تحقق النجاح المأمول.
وأوضح المبارك أن السهم سيكون أعلى في اليوم الأول لأن أول أيام الطرح سيشهد ضغطا مصطنعا على السهم بهدف الحصول عليه بأسعار متدنية كما حدث مع أسهم زين وكيان وبترو رابع وكل الأسهم التي كانت بسعر القيمة الاسمية عشرة ريالات مشيرا أن أسهم إنماء هدية من الملك عبد الله للشعب، مؤكدا أن الهدية عندما تقبل لا تباع ولكن يستفيد منها.
وتوقع المبارك لسعر مصرف الإنماء بعد طرحه أن يكون هناك ضغط كبير على المساهمين للبيع بأقل من عشرين ريال ريالا للسهم بحكم أن ذلك يعني ضرورة توفير سيولة بأكثر من 20 مليار ريال وهو أمر صعب حدوثه. مشيرا إلى تجربة سهم "كيان" التي لا تزال واضحة للذين باعوا بأقل من 11 ريالا للسهم بسبب الإشاعات المبرمجة بأن السهم سيصل إلى تسعة ريالات ، وباعوا ، ومن ثم عادوا لشراء السهم بأكثر من 30 ريالا في وقت لاحق ، مشيرا إلى مستقبل المصرف بأنه واعد.