كان يا ما كان
في قديم الزمان
كانت الضحكة تداعب محياي
كانت ترسم ملامحها على شفتاي
أجهر بها دوما كطيور الصباح
مرحاً مبتسما متفائلا
لا يشغل بالي سواها
كانت عيناي لا تدمع إلا فرحا ً
ولا أعلم عن الحزن إلا سمعاً
أنام قرير العين
تراودني أحلاما وردية
وأصحو على إشراقه تلك الشمس الدافئة
لتنبئني بدخول صباح جديد
أضل أستمع طربا لتغريد ذلك العصفور
وأمتع ناظري برقصه المجنون
كان يومي لا تكفيه ساعاته
قصيرا جدا وتزيد سرعاته
لازال هناك الكثير من الأعمال
كان همي الكبير
كيف ومتى سأصبح كبير
كم سيكون لي من الأولاد
وهل سأكون في عملي مدير
كانت لي أحلام صغيرة
وآمال كبيرة
وأماني كثيرة
ولم يكن شيئا أبدا يؤرقني
لم يعرف قلبي الخوف أو الشقاء
كان قلبا خاليا من الهموم والعناء
آه
ما أجمل ذاك الزمان
براءة وسعادة وأمان
ها أنا قد كبرت .. وماذا الآن
تلاشت تلك الضحكات
نسيت حتى الابتسامة
قلبي الخالي أصبح ملآن بالهموم والمآسي
أصبح صوت نبضاته
هم وألم
رحلت لعالم آخر
أسكن فيه وحدي
رفيقي فيه هو القلم
يومي أصبح طويلا جدا
متى ينتهي
مللت منه .. ما أطوله
ألا يكفي عناءً لهذا اليوم
فلتدع شيئا لغدٍ
ما أثقلك
ذبلت تلك العين الفرحة
مبتلة دوما بدموعها
ليست كما كانت دموع فرح
بل هي دموع الحزن والألم
دموع القهر و الندم
دموع تحرق وجنتاي
وليس بيدي إيقافها
تلاشت كل تلك الآمال والأماني
وتحولت إلى أمنية واحدة
هي أن أرجع كما كنت
وأعيد ترتيب أوراقي
أرسم خطواتي
أرتب حياتي
وأحقق كل أمنياتي
كان ياما كان
كان في قديم الزمان
بقلم / عبدالله الوشمي