تنتشر عادة صنفرة الهوبات أو (خرطها) بالعامية عند كثير من ملاك السيارات في السعودية . وقلما يقوم أحدنا بتغيير فحمات الفرامل إلا ويسبقها بخرط للهوبات بتحريض من عمال الورش ! .
وكنتُ إلى وقت قريب أحد ضحايا هذه العادة، التي لم أجن منها إلا مزيداً من المعاناة ..
من اللافت للانتباه أن كتيبات السيارات لا يوجد فيها أي ذكر لخرط الهوبات، أو نصيحة بصنفرتها في جداول الصيانة الروتينية للسيارة .
ولا عبرة بوجود أجهزة خرط الهوبات عند (الوكالات) فمثلها مثل بقية أجهزة الإصلاح الأخرى التي تحتاجها السيارة عند تعرضها لعطب من عوامل خارجية وتتوافر عند الوكالات .. (أجهزة سحب الكمر أو السمكرة أو أدوات رش البوية.. إلخ) .
ولا يعني توفر تلك الأجهزة عند الوكالات احتياج السيارة الدائم لها في الظروف الطبيعية ..
تأتي الهوبات بطبقة خارجية مصنوعة خصيصاً لتتحمل الاحتكاك المستمر مع الفحمات عند الفرامل . والتفريط بهذه الطبقة عبر (الخرط) غير المبرر، هو نوع من العبث، ويؤثر في جودة احتكاك الفحمات بالقرص (الهوب) إلى الأبد ..
إن خرط الهوبات هو من الضرورات التي يلجأ إليها الفنيون عندما تتعرض لخدوش واضحة للعيان، تأتي غالباً بسبب استخدام الفرامل بإفراط بعد تآكل بطانة الفرامل واحتكاك الحديد بعدها بالهوبات ..
وإذا كنت تغير الفحمات فور تآكلها، أو حتى بعد سماع صوت التحذير الذي يأتي بعد التآكل ببضع كيلومترات .. فما عليك إلا إبدالها دون أن تمس الهوبات بخرط .
وما دام (الهوب) خالياً من الشقوق المحسوسة الملموسة، فهو بحالة سليمة .
ومع استخدام الفرامل بعد تركيب الفحمات الجديدة، ما تلبث الأخيرة إلا وتخط طريقها بموازاة الهوب، مما يعني حدوث صنفرة آمنة تضمن احتكاك الفحمة بالقرص (الهوب) ولا تضر الطبقة الخارجية، بينما تحتفظ بطبقة الهوب الخارجية عالية الجودة بعيدة عن منشار أجهزة الخرط