فترة الحضانة :
تتراوح فترة الحضانة من عدة ساعات إلى 3 أيام بالنسبة للطائر، وتمتد إلى 14 يوماً بالنسبة للقطيع، وتعتمد مدة الحضانة على جرعة الفيروس وضراوته، ونوع الطائر، وطريقة العدوى، وعلى قدرة مقاومة الطائر للمرض (مناعته).
أعراض المرض على الإنسان :
تظهر على شكل هبوط عام وصداع ورعشة وتستمر لمدة أسبوعين، مع سوء هضم وانتفاخ أو فقد شهية وإمساك وبول داكن وارتفاع فزى درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال وآلام في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم الوفاة .
إنتقال الفيروس بين الطيور :
1- تنتقل أنفلونزا الطيور من الطيور البرية والمهاجرة، وأيضاً الطيور المائية إلى الطيور المستأنسة كالدجاج والرومى من خلال الاحتكاك المباشر بالإفرازات الخارجة منها، وكذلك البراز أو الاحتكاك غير المباشر مثل المياه المحيطة بهذه الطيور أو وجود هذه الطيور في حظائر الدجاج.
2- ينتقل فيروس الأنفلونزا من الطيور المصابة إلى الطيور السليمة من خلال (التنفس) استنشاق الرذاذ الخارج كإفرازات الأنف والجهاز التنفسى.
3- تنتقل الإصابة أيضاً في أسواق الدواجن الحية، إما بالاحتكاك المباشر أو غير المباشر عن طريق أقفاص الطيور الملوثة بالفيروس، وكذلك الأدوات المستخدمة في هذه الأسواق.
4- تنتقل العدوى عن طريق الحشرات والعمال الذين يتعاملون مع الطيور المصابة حيث أن الفيروس يكون عالقاً بملابسهم وأحذيتهم .
5- يمكن للخنازير أن تنقل الفيروس إلى الرومي حيث وجد أن الفيروس الخاص بالخنازير يمكن أن يتواجد في الرومي، كما أن الخنازير تكون أكثر قابلية للعدوى بفيروس الطيور وفيروس الإنسان معاً فيكون بذلك الخنزير عائل اختلطت به الصفات الوراثية لفيروس الإنسان وفيروس الطيور، وينتج عنه عدوة شديدة الضراوة .
أعراض المرض في الطيور:
أحيانا تكون الأعراض معتدلة، وأحيانا أخرى تكون قاتلة، وذلك حسب سلالة الفيروس وعمر الطائر ونوعه وعلى الظروف البيئية المحيطة بالطائر، فالطيور المصابة بفيروس قليل الضراوة تكون أعراض المرض غير ظاهرة، بينما الطيور القابلة للعدوى بالمرض والتى تصاب بعدوى ضارية من الفيروس فإنها تعطى أعراض ظاهرة، وقد تؤدى إلى الموت، كما أن عدوات عديدة من فيروس الأنفلونزا A تكون ضارية Pathogenic لنوع معين من الطيور، وتكون غير ضارية لنوع آخر. فالطيور المائية المهاجرة مثل البط البري هى العائل الطبيعي لفيروس الأنفلونزا. وفى نفس الوقت تكون مقاومتها للعدوى كبيرة، ولا تظهر عليها أى أعراض ، بينما تكون الدواجن المستأنسة والرومى قابلة للعدوى. وتكون الأعراض مركزة على كل من الجهاز التنفسي أو الهضمى أو العصبي، وتظهر أعراض الإصابة بالجهاز التنفسي على هيئة ((كحة- عطس- إفرازات من العين- ورم في الرأس والوجه- خمول الطائر- زرقة بجلد الطائر الغير مغطى بالريش، بالإضافة إلى وجود إسهال، وتكون الأعراض العصبية على هيئة عدم اتزان الطائر، كما يحدث أيضاً انخفاض في إنتاج البيض بالنسبة للطيور البياضة والدجاج والرومى والسمان والبط)) أما العدوى شديدة الضراوة فإنها تسبب تسمم فيروسى Viremia يصاحبه تكسير وتدمير في الخلايا الدموية Endothelial cells مما يؤدي إلى تكون أنزفة في الطائر، أما نسبة النفوق فقد تكون منعدمة خاصة في حالات الإصابة بالفيروس الضعيف، بينما قد تصل إلى 100% في حالات الفيروس شديدة الضراوة حيث ينفق الطائر سريعاً دون المرور بأي أعراض ظاهرية. وفى طيور الزينة تم عزل الفيروس A من حالات لم تظهر عليها أى أعراض مرضية، كما تم عزله من الحالات التى تموت فجأة بعد تعرضها للإصابة الحادة، والتى قد ظهرت عليها الأعراض قبل نفوقها على هيئة خمول وإسهال وأعراض عصبية، أما في الطيور المائية الطليقة Free-ranging فيكون فيروس الأنفلونزا A غير ظاهر بها أو يكون مقاوماً للعدوى شديدة الضراوة، أما البط المستأنس فغالباً ما يكون أكثر حساسية وقابلية للعدوى بالفيروس مع ظهور أعراض تنفسية وأمراض بالعين .
وفى العصافير الصغيرة وصل النفوق لنسبة عالية تصل إلى 35%، أما الطيور الكبيرة فنادراً ما تظهر عليها الأعراض المرضية إلا أنه من الممكن أن نجد الأجسام المضادة للفيروس التى تدل على أن هذه الطيور قد أصيبت سابقاً بالفيروس.
وفى إحدى أنواع الدجاج الذى يصاب بالفيروس فإننا نجد حالات تموت دون وجود أي أعراض ظاهرية للمرض، والبعض يقل إنتاج البيض فيه مع ارتفاع معدلات النفوق بالأجنة مبكراً، مع وجود أعراض تنفسية وعدم اتزان لحركة الطائر، وفى السمان فيؤدى الفيروس إلى نفوق 15-80% من القطيع، وتكون الأعراض متمثلة في عطس وإفرازات من العين والأنف وتورم بالجيوب الأنفية Sinusitis وصعوبة في التنفس . وهناك بعض سلالات فيروس الأنفلونزا A التي تكون ضارية جداً للدجاج والرومي إلا أنها في نفس الوقت تكون متوسطة العدوى للسمان، مما يؤكد أن نوع الطائر يعد من العوامل الرئيسية في قابليته للإصابة بالفيروس . كما تم أيضاً عزل فيروس الأنفلونزا A من النعام وكانت الأعراض شديدة في عمر5 أيام حتى 14 شهراً، بينما كانت الطيور الكبيرة أكثر مقاومة للعدوى، وبلغت نسبة النفوق في الأعمار دون الشهر حوالي 80% حيث ماتت هذه الطيور سريعاً، أما عند عمر حتى8 شهور فكانت نسبة النفوق بين 15-60%، وفي الأعمار من 8 شهور حتى14 شهر فوصلت نسبة النفوق إلى أقل من 20%، ومعظم هذه الطيور تموت خلال يومين من وقت ظهور الأعراض، ولكن البعض منها يشفي في خلال 2-3 أسابيع، ويقال أن هذا النعام قد يأخذ العدوى عن طريق الماء الذى يقدم لهم، والذى سبق أن شربت منه طيور طليقة حرة أو طيور مائية مصابة بالفيروس. ويجب التفرقة بين أعراض الأنفلونزا والأمراض الأخرى التى تعطى نفس الأعراض مثل النيوكاسل والكلاميديا والميكوبلازما والبكتريا الأخرى . وبسبب العديد من المشاكل التي تصاحب العدوى بفيروس الأنفلونزاA ، والتي ترجع إلي العدوى الثانوية بميكروبات أخرى، فإن العلاج يشمل ضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة واستخدام المضادات الحيوية لزيادة حيوية الطائر ورفع درجة مناعته.
الدواجن
يستطيع فيروس إنفلونزا الطيور البقاء على لحم الدجاج المذبوح ويمكن أن ينتشر عبر المنتجات الغذائية الملوثة ( اللحم المجمّد ) عموما، تزيد درجات الحرارة المنخفضة إستقرار الفيروس. الفيروس يستطيع أن يبقى في براز الطيور ل35 يوم على الأقل في درجات الحرارة المنخفضة (4 °C)؛في إختبارات الإستقرار التي أجريت على العينات البرازية، أستطاع فيروس H5N1 الصمود في درجة حرارة 37 °C لمدة 6 أيام . فيروسات إنفلونزا الطيور بإمكانها أن تصمد أيضا على السطوح، مثل بيت الدواجن، لعدّة أسابيع. بسبب هذه القابلية للبقاء، فإن طرق حفظ الغذاء العادية مثل التجميد والتبريد سوف لن تخفّض تركيز أو نشاط الفيروس بصورة جوهرية في اللحوم الملوثة. الطبخ الطبيعي (درجات حرارة في حدود أو فوق 70 °C) تعطّل الفيروس. حتى الآن ليس هناك دليل على إصابة البشر خلال إستهلاك لحم الدجاج الملوث و المطبوخ بشكل جيد
يمكن أن يستنتج بأنّ لحم الدجاج المطبوخ جيدا آمن، لكن المشكلة تكمن في أن التعامل مع لحم الدجاج المجمّد أو المذاب قبل طبخه يمكن أن يكون خطراً.
بالإضافة الى ما سبق، فإن أسلوب تسويق الطيور الحيّة يؤدي الى تعرّض شامل و بشكل أكبر إلى الأجزاء الملوثة من الطيور، إبتدأ بالذبح, نزع الريش، نزع أحشاء، الخ. مما يشكّل خطر ضخم على الشخص المشترك في هذه النشاطات. الدراسات المحدودة المتوفرة، تظهر بأنه تقريبا كلّ أجزاء الطير المصاب ملوثة بالفيروس.
في مناطق تفشّي الدواجن، يجب تقليل الإتصال بين البشر والدواجن الحيّة قدر المستطاع، و ذلك بتحديد حركات الطيور الحيّة وبإستعمال العناية في النشاطات التي قد تعرض الشخص للخطر مثل تربية قطعان الدواجن الطليقة في البيوت و الذبح البيتي للدواجن.
البيض
فيروس إنفلونزا الطيور يمكنه التواجد داخل وعلى سطح البيض. بالرغم من أن الطيور المريضة ستتوقّف عن الوضع عادة، البيض المنتج في مرحلة المرض المبكّرة يمكن أن يحتوي الفيروسات في الزلال والمح بالإضافة إلى تواجده على سطح القشرة الخارجية. إنّ وقت صمود الفيروس على السطوح مثل البيض كافي للسماح للنشر المرض بصورة وبائية. الطبخ الجيد فقط سيكون قادر على تعطيل الفيروس داخل البيض. ليس هناك دليل طبي، حتى الأن، على أن البشر أصيبوا بالمرض بإستهلاك منتجات البيض أو البيض نفسه. في حالة واحدة، أصيبت خنازير من خلال غذاء يحتوي بيض غير مصنّع جلب من طيور مصابة بأنفلونزا طيور.
تصنيف الفيروس :
فيروس الأنفلونزا ينتمي إلى عائلة Orthomyxoviridae ، وهو ينقسم إلى ثلاثة مجموعات A, B, C. وفيروس الأنفلونزا A هو الأكثر انتشاراً، ويتواجد في أكثر من عائل سواء بالإنسان أو الثدييات الأخرى أو الطيور، وهذا الفيروس A هو الوحيد الذى له أهميته في المجال البيطرى ودائما ما يرتبط بالأمراض التنفسية في العديد من الثدييات والطيور، أما فيروس الأنفلونزا B و C فهما يصيبان الإنسان، وهذا المرض عرف لأول مرة في إيطاليا منذ أكثر من مائة عام، ففى عام 1890 أحدث هذا المرض نسبه وفيات عالية في الطيور المستأنسة وسميت آن ذاك بطاعون الدجاج.
وفى عام 1955 وجد أن هذا المرض يسببه فيروس الأنفلونزا، وينتمى إلى الفيروس الذي يصيب أيضا الثدييات، وكانت كل الأعمار قابلة للعدوى بهذا الفيروسA وسمي بطاعون الدجاج Fowl plague ، والتي لم تعد تستعمل الآن وأصبح الاسم البديل له فيروس الأنفلونزا شديد الضراوة، وفى اختبارات العدوى الصناعية فقد أدى إلى نفوق 75% من الطيور المحقونة بفيروس الأنفلونزا إلى اعتباره فيروس شديد الضراوة .
وفيروس الأنفلونزا A ينقسم إلى مجموعاتSubtypes حسب وجود البروتين Haemagglutinine (H) ، والبروتين Neuraminidase (N) حيث أن فيروس الأنفلونزا – يحتوى على 1 من 15 (H) مختلف وعلى 1 من 9 (N) مختلف، والصفات الانتيجينية والمرضية للفيروس تعتمد على ارتباط هذين الانتيجين (H)، (N)، فمثلا الفيروس الذى يحتوى على البروتين H5 وعلى البروتينN7 يكتب (H5N7). ويختلف عن الفيروس المحتوى على (H4N9). والآن فإن الوباء شديد الضراوة الذى يحدث بسببه فيروس الأنفلونزا A وبه (H5N7).
وقد أظهرت أيضاً الأبحاث الحديثة أن الفيروس ذا الضراوة القليلة في الطيور يستطيع بعد فترة صغيرة من الوقت أن تحدث له طفرة، ويصبح فيروس شديد الضراوة، فمثلا في عام 1984 في الولايات المتحدة الأمريكية كانت سلالة الفيروس A (H5N2) تتسبب في البداية بإحداث نسبة نفوق قليلة، ولكن بعد ستة اشهر أصبحت شديدة الضراوة مسببه نسبة نفوق تعدت 90%، وللتحكم في هذا الوباء فإن الأمر قد احتاج آن ذاك إلى التخلص من أكثر من 17 مليون طائر، بتكلفة وصلت إلى 65 مليون جنيه أسترليني. وخلال أعوام 1999، 2001 في إيطاليا كانت السلالة (H7N1) في البداية ذات ضراوة قليلة ثم حدث لها طفرة خلال تسعة شهور فأصبحت شديدة الضراوة، وتم التخلص من أكثر من 13 مليون طائر في ذلك الوقت، وعند تسمية فيروس الأنفلونزا أو عند تعريفه فينبغى أن يتضمن المعلومات الخاصة بنوعهA أو B أو C، والعائل الذي أصيب به والمنطقة الجغرافية التى ظهر بها ورقم العترة أو السلالة، والعام الذى تم فيه عزله ثم توصيف H,N ، فمثلاً فيروس الأنفلونزا A عزل من الرومي في Wisconsin عام 1968 وصنف على أنه H8N4، وبالتالى فيتم تعريفه وكتابته على النحو التالى :
A/turkey/Wisconsin/1/68/H8N4
A/Chicken/Scotland/59/H5N1
A/Turkey/Ontario/7732/66/H5N6
وفيروس الأنفلونزا يصيب كل أنواع الطيور مثل الدجاج – الرومي - البط – الأوز– الحمام – السمان – النعام – طيور الزينة – والطيور المهاجرة والبرية
ومن الجدير بالذكر أن معظم الفيروسات تصيب الإنسان لمرة واحدة في العمر كفيروس الجديرى المائى والحصبة، إلا أن فيروس الأنفلونزا له القدرة على إصابة نفس الشخص أكثر من مرة في العمر بل أكثر من مرة في العام لأن فيروس الأنفلونزا له خاصية معينة، وهى استطاعته تغيير تركيبته فينتج عن ذلك سلالات جديدة غريبة على الجهاز المناعى، عليه أن يتعامل معها وكأنها نوع جديد من الفيروس .
منقول